logo
على قيد الأمل

التنفس الفموي: الأسباب والتأثيرات 

التنفس الفموي: الأسباب والتأثيرات 
  • 2025-04-26
  • 0 قراءة

التنفس الفموي: الأسباب والتأثيرات 

اعرف مفهوم التنفس الفموي وأسبابه وتأثيراته على الصحة العامة وطرق العلاج. 

التنفس الفموي هو عملية التنفس التي يدخل فيها الهواء إلى الجسم من الفم وليس من الأنف. هذه العادة قد تكون طبيعية في بعض الحالات، مثل أثناء ممارسة التمارين الرياضية الشديدة أو عند انسداد الأنف، ولكنها تصبح مشكلة إذا استمرت لفترات طويلة أو في حالات غير طبيعية. يعاني الكثير من الأفراد من التنفس الفموي بشكل مزمن؛ مما يؤدي إلى عدد من المشاكل الصحية على المدى الطويل.

محتوى المقال

 

ما هو التنفس الفموي؟

التنفس الفموي هو التنفس الذي يحدث عبر الفم بدلًا من الأنف. يحدث عندما يجد الشخص صعوبة في التنفس من الأنف؛ مما يجعله مضطرًا لفتح فمه لالتقاط الهواء. يمكن أن يحدث التنفس الفموي في أي وقت، سواء في وقت الراحة أو وقت النشاط البدني. وعادة ما يكون التنفس الأنفي هو الأسلوب الطبيعي والأنسب لدخول الهواء إلى الجسم؛ لأنه يساعد الجسم على ترشيح وتدفئة الهواء قبل دخوله إلى الرئتين. ولكن عند وجود مشاكل في الأنف أو الجيوب الأنفية، قد يصبح التنفس عبر الفم هو الخيار الوحيد.

 

الفرق بين التنفس الفموي والتنفس الأنفي

التنفس الأنفي هو الطريقة المثلى للتنفس، إذ يسهم الأنف في تصفية الهواء من الشوائب، وتنظيم درجة حرارته، وزيادة نسبة الرطوبة؛ مما يحسن جودته، ويجعله أكثر ملاءمة للرئتين. كما يساعد الأنف على تنشيط الجهاز المناعي من خلال الشعر الموجود في الأنف الذي يعمل كمرشح طبيعي للبكتيريا والفيروسات.

 

أما التنفس الفموي فيحدث عندما لا يستطيع الشخص التنفس الطبيعي عبر الأنف بسبب وجود مشاكل في مجرى التنفس الأنفي. التنفس عبر الفم لا يساهم في ترشيح الهواء أو تدفئته، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للفيروسات والبكتيريا. كما أن التنفس الفموي يمكن أن يؤدي إلى جفاف الفم واللثة ويؤثر في صحة الأسنان.

 

أسباب التنفس الفموي 

 

أسباب شائعة مثل انسداد الأنف، التهاب الجيوب الأنفية، أو الحساسية

أحد الأسباب الرئيسية للتنفس الفموي هو انسداد الأنف، سواء كان الانسداد ناتجًا عن التهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية الموسمية، فإن الأشخاص الذين يعانون هذه الحالات يواجهون صعوبة في التنفس عبر الأنف. عندما تكون ممرات الأنف مسدودة يصبح التنفس عبر الفم الخيار الوحيد للهواء.

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تسبب الزكام أو العدوى الأنفية تورمًا في الأغشية المخاطية للأنف؛ مما يجعل التنفس عبر الأنف صعبًا وغير ممكن. الحساسية أيضًا قد تؤدي إلى تهيج الأنف والممرات الأنفية مما يؤدي إلى زيادة فرصة التنفس الفموي.

تأثير مشاكل الفم والأسنان مثل التقويم أو تشوهات الفك

تعد مشاكل الفم والأسنان أحد العوامل التي تؤدي إلى التنفس الفموي. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الفك (مثل تراجع الفك السفلي أو توسع الفك العلوي) أو يرتدون تقويم الأسنان، قد يجدون صعوبة في الحفاظ على إغلاق الفم بشكل طبيعي. هذه المشكلات قد تؤدي إلى تنفس الفم بشكل مزمن.

يمكن أن تؤدي مشاكل الفم أيضًا إلى جفاف الفم، وهو عامل يساهم في فرص الإصابة بالتنفس الفموي. الأشخاص الذين يستخدمون التقويم أو يعانون تسوس الأسنان قد يواجهون هذه المشكلة بشكل خاص.

العوامل النفسية مثل التوتر والقلق التي قد تؤدي إلى فتح الفم للتنفس

التوتر والقلق هما عاملان نفسيان قد يسهمان في الإصابة بالتنفس الفموي. عند تعرض الأشخاص إلى لحظات القلق والتوتر، قد يلجؤون إلى التنفس الفموي دون وعي. وهذا يحدث بشكل خاص أثناء النوم، أو في حالات الإجهاد النفسي، مما يساهم في تدهور الصحة العامة للفم والأسنان. 

 

التأثيرات الصحية للتنفس الفموي

التنفس الفموي المزمن له تأثيرات عديدة على الصحة العامة. يمكن أن يتسبب في: 

  • جفاف الفم؛ يؤدي التنفس الفموي المستمر إلى جفاف الفم؛ مما يزيد تسوس الأسنان وأمراض اللثة. 

  • صحة الأسنان؛ عند التنفس عبر الفم، لا يتم ترشيح الهواء أو تدفئته كما هو الحال مع التنفس الأنفي؛ مما يؤدي إلى تراكم البكتيريا في الفم، وبالتالي حدوث مشاكل في الأسنان. 

  • صحة الجهاز التنفسي؛ يمكن أن يؤدي التنفس الفموي إلى مشاكل في التنفس مثل توقف التنفس أثناء النوم والشخير، مما يسبب صعوبة في النوم بشكل طبيعي. 

  • تأثيرات في الوجه والفك؛ التنفس الفموي المستمر قد يؤثر في نمو الوجه والفك، خاصة عند الأطفال. يمكن أن يسبب شكل وجه غير متناسق أو حتى تشوهات في تطور الفم والأسنان. 

 

طرق علاج التنفس الفموي

لحسن الحظ يمكن علاج التنفس الفموي بعدة طرق، منها:

  • العلاج الطبي؛ مثل استخدام الأدوية التي تساعد على تقليل التورم في الأنف أو استخدام الأجهزة الفموية التي تساعد على الحفاظ على الفم مغلقًا أثناء النوم.

  • تمارين التنفس؛ يمكن تعلم تقنيات التنفس الأنفي من خلال تمارين خاصة تساهم في تحسين التنفس الأنفي.

  • الجراحة؛ في بعض الحالات المتقدمة، قد تكون هناك حاجة لإجراء جراحة لإصلاح التشوهات التي تعيق التنفس الأنفي.

  • العلاج النفسي؛ في حالة كان التنفس الفموي ناتجًا عن القلق أو التوتر، من المفيد جدًا استشارة مختص نفسي أو ممارسة تمارين الاسترخاء.

 

التنفس الفموي ليس مجرد عادة غير مريحة، بل يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة على المدى الطويل. من المهم التعرف على أسباب التنفس الفموي والعمل على معالجتها سواء من خلال العناية الطبية أو التمارين الخاصة. تساهم العناية بالصحة الأنفية والفموية في الحفاظ على التنفس الأنفي السليم وتحسينه، والوقاية من العادات الخاطئة.

الكاتب

إسراء شحادة