تعرف على دور مرحلة نوم حركة العين السريعة في إدارة التوتر وصحة الدماغ
يعاني الكثيرون قلة النوم الجيد، وهذا ما يؤثر سلبًا على الصحة العامة، وويسبب مشاكل مثل التعب أثناء القيادة، أمراض مثل الخرف، وضعف عضلة القلب، ومشاكل في الذاكرة والتركيز. دراسة جديدة بينت أهمية مرحلة نوم تسمى مرحلة نوم حركة العين السريعة خاصة في استجابة الدماغ للضغوط النفسية.
وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا أطول في نوم حركة العين السريعة، كانوا أقل عرضة لنشاط الدماغ المرتبط بالخوف عند تعرضهم لصدمات خفيفة في اليوم التالي.
يقترح الباحثون أن الحصول على نوم كافي في هذه المرحلة قد يقلل من احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
يتكون النوم من خمس مراحل، تتراوح من النوم الخفيف إلى النوم العميق، وأخيرًا مرحلة حركة العين السريعة، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام بشكل مكثف.
تظهر هذه المرحلة نشاطًا مرتفعًا في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة العاطفية والبصرية، بينما تنخفض فيها النشاطات العقلية المرتبطة بالتفكير المنطقي، وهو ما يفسر الأحلام الواضحة لكن الغريبة أحيانًا.
لا يزال العلماء منقسمين حول طبيعة الأحلام، هل هي عشوائية من الدماغ أم أنها تؤدي دورًا في معالجة المعلومات وتنظيمها؟ يصف بعض الخبراء مثل الدكتور روبن نيمان من جامعة أريزونا للطب التكاملي، الدماغ في هذه المرحلة بأنه "الأمعاء الثانية" التي تهضم المعلومات اليومية.
تشير الأبحاث أن نوم حركة العين السريعة قد يساعد على تحسين القدرة قراءة المشاعر ومعالجة المحفزات الخارجية. كما أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين ناموا جيدًا بعد اطلاعهم على صور عاطفية، كانوا أقل تأثرًا بها في اليوم التالي. هناك وصف للأحلام أنها علاج ليلي يخفف الأعباء العاطفية.
يرى الباحثون أن الدماغ في هذه المرحلة يتوقف عن إفراز مادة النورأدرينالين وهو الهرمون المرتبط بالتوتر. هذا التوقف قد يجعل منطقة اللوزة الدماغية -مركز الخوف في الدماغ- أقل حساسية للمحفزات. وفقًا لنظرية "معايرة نوم حركة العين السريعة" يعيد النوم توازن مستويات النورأدرينالين؛ مما يقلل الاستجابات المبالغ فيها للمواقف غير الخطرة.
يوصي الخبراء بزيادة مدة النوم الإجمالية؛ لتحقيق نوم حركة عين سريعة كافٍ؛ لأنه يشكل حوالي 20 إلى 25% من إجمالي النوم.
يمكن أن تعيق بعض العوامل النوم الجيد، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، استخدام المنبهات، الضوء الاصطناعي، وتناول الكحول. تحسين جودة النوم ممكن أن يتحقق عبر ممارسات نوم جيدة، مثل النوم في غرفة مظلمة وباردة، والالتزام بمواعيد نوم ثابتة.
باختصار أظهرت الأبحاث أن النوم العميق والأحلام يؤديان دورًا أساسيًا في صحة الدماغ، وإدارة الاستجابات العاطفية. لذا يعد الحفاظ على نوم كافي بجميع مراحله أمرًا بالغ الأهمية لصحتنا الجسدية والنفسية.
الكاتب
إسراء شحادة