أهمية النوم الطبيعي ودور مراحله المختلفة في صحة الإنسان

أبحاث عديدة في العقود الأخيرة، كشفت عن أهمية النوم لصحة الإنسان؛ أظهرت الدراسات أن النوم ليس فقط حالة سكون كما كان يعتقد سابقًا، بل هو عملية نشطة يمر فيها الدماغ والجسم بسلسلة مراحل  دقيقة تساعد على استعادة الطاقة وتجديد الخلايا. في هذا المقال تعرف على مراحل النوم المختلفة ودورها في الحفاظ على صحة الإنسان مع التركيز على أهمية الحصول على نوم صحي وكافٍ متوازن.

 

مراحل النوم

 النوم ينقسم إلى مرحلتين رئيسيتين بناءً على النشاط الكهربائي للدماغ؛ نوم حركة العين السريعة (REM)، ونوم حركة العين غير السريعة (NREM). تتكرر المراحل طوال الليل بشكل دوري، وتتراوح مدة الدورة الواحدة من 90 إلى 110 دقائق. كل مرحلة لها وظائفها الخاصة، وتأثيراتها الفريدة على صحة الدماغ والجسم.

نوم حركة العين السريعة REM

يتميز نوم حركة العين السريعة بحركات العين السريعة والنشاط الدماغي العالي الذي يشبه إلى حد كبير نشاط الدماغ في حالة اليقظة، خلال هذه المرحلة تحدث معظم الأحلام. أظهرت الدراسات أن مرحلة نوم حركة العين السريعة تؤد دورًا مهما في تعزيز الوظائف الإدراكية، مثل تحسين الذاكرة وتنظيم العواطف. لذلك، قلة النوم، أو اضطرابات في نوم حركة العين السريعة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الأداء العقلي خلال النهار، وضعف القدرة على التركيز والذاكرة.

نوم حركة العين غير السريعة NREM

ينقسم مرحلة نوم حركة العين غير السريعة إلى 3 مراحل رئيسية، وهي:

1. N1 المرحلة الأولى؛ هي المرحلة الانتقالية بين اليقظة والنوم، وهي نوم خفيف يمكن أن يستيقظ الشخص منه بسهولة.
2.  N2 المرحلة الثانية؛ تشكل هذه المرحلة القسم الأكبر من النوم، يدخل الجسم في حالة استرخاء تدريجي، مع تباطؤ نبضات القلب وانخفاض درجة حرارة الجسم.
3. N3المرحلة الثالثة؛ تعرف بالنوم العميق، وهي المرحلة الأكثر أهمية لتجديد الطاقة الجسدية والذهنية.

خلال المرحلة الثالثة يصعب إيقاظ الشخص، وقد يحدث فيها المشي أثناء النوم، أو التبول اللاإرادي لدى بعض الأطفال، تعد هذه المرحلة أساسية لتجديد الخلايا وتعزيز جهاز المناعة.

 

دورة النوم

خلال الليل، يمر الشخص بعدة دورات نوم تمتد الواحدة منها 90 دقيقة. تمر كل دورة بنوم حركة العين غير السريعة بالمرحلة الأولى ثم الثانية فالثالثة، ثم تعود إلى المرحلة الثانية قبل الدخول في مرحلة نوم حركة العين السريعة REM. ومع كل دورة يقل الوقت الذي يقضيه الجسم في النوم العميق (المرحلة الثالثة من حركة العين غير السريعة)، ويزداد الوقت في نوم حركة العين السريعة.

في الليل الطبيعي يشكل نوم حركة العين غير السريعة 75-80% من إجمالي وقت النوم، بينما يمثل نوم حركة العين السريعة ما تبقى من وقت النوم. هذا التوازن بين مراحل النوم المختلفة ضروري للحصول على نوم مريح وفعّال.

 

أهمية هيكل النوم

يعد هيكل النوم أو بنية النوم أمرًا بالغ الأهمية لصحة الجسم والدماغ. الاضطرابات في هذا الهيكل، مثل عدم انتظام أوقات النوم أو قلة النوم، يمكن أن تؤدي إلى خلل في وظائف الجسم العامة. النوم الكافي والمنظم له دور كبير في تعزيز المناعة، تحسين المزاج، وزيادة القدرة على التركيز والإنتاجية خلال النهار.

روتين النوم

لضمان الحصول على نوم صحي ومتوازن، من الضروري اتباع بعض النصائح، مثل:

• الالتزام بجدول نوم منتظم؛ لتنظيم الساعات البيولوجية للجسم.
• تجنب الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم؛ قد تسبب صعوبة في النوم.
• تهيئة بيئة مناسبة للنوم؛ غرفة هادئة، ومظلمة، ودرجة حرارة معتدلة تساعد على تحسين جودة النوم.
• ممارسة الرياضة بانتظام؛ النشاط البدني يساعد الجسم على الاسترخاء، ويعزز النوم العميق.
• الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم؛ الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قد يعيق إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم.

 

النوم ليس رفاهية فقط، وليس مجرد حالة سكون فقط، بل هو عملية معقدة تساعد الجسم على التجديد وتعزيز الوظائف الذهنية والبدنية. من خلال فهم مراحل النوم وأهميته، يمكننا تحسين نمط حياتنا، وتبني عادات تساعدنا على الحصول على نوم كافٍ ومريح. الالتزام بروتين نوم صحي خطوة بسيطة، لكنها فعالة لدعم الصحة العامة والرفاهية.