تغير أوقات النوم والساعة البيولوجية في رمضان قد يؤدي لاضطراب في النوم. تعرف كيف تتعامل مع اضطرابات النوم أثناء شهر رمضان.
خلال شهر رمضان المبارك يحدث كثيرا عند الناس اضطرابات في النوم، قد تستمر حتى بعد نهاية هذا الشهر، وذلك بسبب اضطراب في الساعة البيولوجية؛ لأن هناك العديد من الناس يسهرون حتى فترة السحور، وينامون في النهار؛ مما يؤدي إلى اضطراب في النوم لديهم أو حدوث ما يسمى بالأرق خصوصا بعد نهاية الشهر الفضيل.
لذلك نشدد على ضرورة النوم قبل فترة السحور؛ لأن الإنسان يحصل على الفائدة من النوم في الليل؛ هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم يصل ذروته ما بين الساعة 11 مساءً و 5 فجرًا.
في أثناء عملية النوم يعيد الجسم ضبط نفسه، وأن هنالك العديد من عمليات الأيض والبناء والتخلص من معاملات الالتهاب في أثناء النوم؛ مما يساعد الجسم على ضبط جهاز المناعة لمقاومة الأمراض فالأشخاص الذين ينامون ويحصلون على قسط كاف من الراحة هم أكثر مقاومة للأمراض.
أما فيما يخص الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من الراحة والنوم هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وخصوصا نزلات البرد والرشوحات؛ لأن تراكيز الأجسام المضادة لديهم بالجسم تنخفض نتيجة عدم حصولهم على نوم كاف لذلك هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض.
إن "انقطاع التنفس الانسدادي" في أثناء النوم هو أحد أمراض النوم المرتبطة بالتنفس، فقد يحدث لدى هؤلاء الأشخاص انقطاع في التنفس في أثناء النوم الذي يبدأ بالشخير، ويؤدي ذلك إلى ارتخاء في المجاري التنفسية العليا في أثناء النوم؛ مما يؤدي إلى نقص في التزود بالأكسجين للأعضاء الحيوية، فذلك يؤثر سلبا على نبض القلب، وعلى صحة الجهاز القلبي، ويؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث الخثرات القلبية أو الدماغية أو ارتفاع في ضغط الدم.
الأشخاص الذين يعانون الشخير أو يشعرون أنه ينقطع النفس لديهم في أثناء النوم ينعكس ذلك سلبا على حياة اليقظة لديهم، ويحدث لديهم تعب عام وإرهاق وتعكر في المزاج وصعوبة في التركيز وصداع صباحي وجب عليهم استشارة الطبيب المختص لتشخيص هذه الحالة.
في شهر رمضان ننصح في الحصول على ما يسمى بـ"القيلولة" وهي النوم ما بين الساعة الواحدة حتى الساعة الثالثة على أن لا يزيد ذلك عن مدة ساعة؛ يساعد الجسم على أن يبقى نشيطًا، ويساعد الإنسان على ممارسة نشاطاته الجسدية والذهنية والتركيز.
الأشخاص الذين يعانون اضطرابا في النوم، وخصوصًا في شهر رمضان المبارك ننصحهم بالمحافظة على الغذاء الصحيح والسليم الغني بالخضار والفواكه؛ ذلك يساعدهم على زيادة تراكيز المعادن والأملاح والفيتامينات في الجسم، وشرب كميات كافية من السوائل؛ لأن ساعات الصيام طويلة، فهذا قد يؤدي إلى حدوث حالة من الجفاف.
ونحذر الأشخاص الذين يعانون أمراض مزمنة كأمراض القلب، أو ارتفاع في سكر الدم، أو الكلى، أو الكبد باستشارة الطبيب المختص قبل الصيام؛ لأنه قد يؤدي في بعض الأحيان حدوث حالة من الأرق نتيجة عن بعض التداخلات الدوائية من الأدوية المصروفة لهم أو نتيجة بعض الأدوية التي من أحد آثارها الجانبية الأرق.
الكاتب
د.مهند الكسوانيالمدقق
إسراء شحادةد.مهند الكسواني؛ طبيب أسنان .
محاضر دولي في طب أمراض اضطربات التنفس أثناء النوم.