دراسة تكشف أهمية الكتابة اليدوية لتحفيز التعلم وتقوية الذاكرة
في دراسة حديثة نشرت في مجلة "الحدود في علم النفس" الأجنبية، كشف الباحثون عن تأثير الكتابة اليدوية مقارنة بالكتابة باستخدام لوحة المفاتيح على وظائف الدماغ والتعلم. استخدمت الدراسة تقنية تخطيط كهربية الدماغ عالية الكثافة لتوضيح الفروقات بين الطريقتين، مع تسليط الضوء على أهمية التوازن بين الممارسة التقليدية والرقمية في التعليم.
تشير العديد من الدراسات إلى أن الكتابة اليدوية تعزز التعلم من خلال تحسين التهجئة والتعرف على الحروف والذاكرة، بفضل التحكم الدقيق بالحركة الذي تتطلبه هذه العملية، والذي ينشط عمليات عصبية مميزة.
أجريت الدراسة على 40 طالبًا جامعيًا تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 24 عامًا في جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية، كان اختيار المشاركين وفقًا لاكتابتهم باليد اليمنى لتجنب التأثيرات الناتجة عن استخدام اليدين. طُلب من المشاركين كتابة 15 كلمة باستخدام قلم رقمي وأيضًا طباعتها باستخدام لوحة مفاتيح، وفي نفس اللحظة يُسجل النشاط الدماغي خلال كل مهمة باستخدام شبكة مستشعرات كهربية ذات 256 قناة.
أظهرت البيانات أن النشاط العصبي كان مميزًا أثناء الكتابة اليدوية مقارنة بالطباعة، وزاد الاتصال العصبي في المناطق الجدارية والمركزية.
تشير هذه النتائج إلى أن الكتابة اليدوية تساعد على تعزيز الاتصال بين شبكات الدماغ بطرق لا تحققها الطباعة. هذا يحقق طبيعة الكتابة اليدوية التي تتطلب تركيزًا معرفيًا وتحكمًا حركيًا معقدًا؛ مما يؤدي إلى تحسين عمليات التعلم وتخزين المعلومات.
تعكس هذه الدراسة أهمية الكتابة اليدوية ليس فقط كمهارة تعليمية، بل كوسيلة لتعزيز صحة الدماغ وتحسين الأداء المعرفي.
الكاتب
إسراء شحادة