سنتعرف في هذه المحاضرة بإذن الله على جواب عن استفهام آخر يتعلق بالعلاج السلوكي المعرفي.
محتويات
لماذا ولمن يقدَّم العلاج السلوكي المعرفي؟
يقدَّم هذا العلاج إلى فئات كثيرة من الناس، ويمكننا تقسيم هذه الفئات حسب الآتي:
- من يعانون من أزمات التكيف مع بيئة أو ظروف أو تغيرات جديدة، منها الآتي:
- الانتقال إلى بلد جديد مختلف الثقافة
- مرض أحد أفراد العائلة
- الطلاق
- التعرض إلى المساءلة القانونية
- إنجاب طفل يعاني من إعاقة
- الإصابة بمرض مزمن
- فقدان العمل
- التعرض إلى خسارة مالية كبيرة
- الناجون من الحروب ومن مناطق النزاع
- من يتعرضون إلى ضغوط نفسية، منها ضغوط العمل وضغوط الأعمال المنزلية
- من يعانون من مشكلات تسبب لهم صعوبةً في أداء أعمالهم أو واجباتهم، أو تجعل تواصلهم الاجتماعي ضعيفًا أو غير ناجح
- مصابو الإعاقات والأمراض المزمنة، وهذه الفئة تعد مشتركةً مع حالات الأزمات
- من لديهم اضطرابات نفسية، وهي تشمل الآتي:
- القلق
- الاكتئاب
- اضطرابات الشخصية
- الإدمان
- اضطرابات الأطفال
الخلاصة: يقدم العلاج السلوكي المعرفي إلى فئة كبيرة من الناس، علماً بأن كل فئة لها خصوصية تحتاج تخصصًا دقيقًا لتقديم الخدمات إليها.
سننتقل الآن إلى استفهام جديد.
لماذا يقدَّم العلاج السلوكي المعرفي أكثر من غيره من العلاجات النفسية؟
رغم وجود عشرات الطرق والمدارس العلاجية، فإن اختيار هذا الأسلوب العلاجي بالذات يعود إلى السببين الآتيين:
السبب الأول
إن هذا الأسلوب العلاجي مبني على نتائج دراسات وأبحاث علمية موثوقة وكثيرة جدًا، ونحن في المجتمع العلمي نسميها ‘أبحاث معتبرة’.
فكما تطور قطاع العلاج الدوائي بسبب تطور البحث والتجارب العلمية وأصبح موثوقاً، فإن أساليب هذا العلاج تطورت أيضًا بالبحث والتجارب العلمية واستمدت موثوقيتها منها.
فضلًا عن ذلك، فإن هذا العلاج يشجع المُراجع على أن يكون علميًا ومنهجيًا في تفسير أعراض مشكلاته أو التعامل معها والسيطرة عليها. وتوجد دراسات كثيرة على مستوى العالم والأعراق تشير إلى مدى نفع الأساليب التي تشكل العلاج السلوكي المعرفي.
الخلاصة: تطور هذا الأسلوب العلاجي نتيجة البحث والتجارب العلمية؛ لذلك، فهو يعد موثوقًا كونه مدعمًا بنتائج الأبحاث العلمية المعتبرة.
السبب الثاني
يتسم هذا الأسلوب العلاجي بنظرته الواقعية إلى الأمور، فهو لا ينظر إليها بمثالية مبالِغة بالإيجابية الحالمة، ولا بسلبية مغرقة في الانتقاد؛ بل هو أسلوب يساعد الناس في إدراك العالم من حولهم بموضوعية وكما هو ليعيدوا بناء إدراكهم بطريقة مرنة وموضوعية، فذلك يعزز منطق العقلانية، مع تفهم وجود مشاعر وانفعالات وردود أفعال جسدية سلبية.
لكن الأهم هو الوصول إلى التوازن النفسي، وفي حال طغت المشاعر السلبية، فهي تقصى من الحكم على الأمور للمحافظة على العقلانية، فالعقل هو كابح الهوى.
فهدف هذا العلاج هو مساعدة الناس في إعادة تشكيل البنية المعرفية ونظام التفكير لديهم، مع جعل معتقداتهم منطقية ومتطلباتهم من أنفسهم ومن الحياة أكثر واقعيةً.
وذلك إضافةً إلى تطوير وعيهم بأسلوب تفكيرهم بما يمر بهم من أحداث وحوادث كي تكون استجاباتهم السلوكية والانفعالية مناسبةً ومكافئةً لطبيعة الأحداث التي يمرون بها. وهو يجعلهم على دراية أكبر بأثر موروثهم الثقافي والاجتماعي والتربوي في نظام معتقداتهم وبنيتها.
