ولد سقراط بحسب التوقع التاريخي في عام 469 قبل الميلاد وعاش 62 عاماً شمسية.
والغريب أن سقراط ما ترك كتابات أو صحف، بل كل ما وردنا عنه هو تراكم تراثي لما قاله أفلاطون تلميذه عنه، ولاحقاً تلميذ تلميذه زينوفون في كتابه سمبوزيوم الذي تحدث فيه عن سقراط.
يوصف سقراط بأكثر الرجال حكمةً في العالم القديم، وقد شكّل منهجاً يوصف بالمنهج السقراطي خاص بتوليد الأسئلة والتفكير والقياس العقلي والمنطق. وإسهامات المنهج السقراطي اقتحمت الفلسفة والعلوم والتربية وحتى علم النفس المعرفي، وخاصةً الافتراضات الأساسية في العلاج المعرفي، وطريقة الحوار السقراطي، والاكتشاف الموجه المبني على أساسها.
أما عن كيفية رؤيتنا العالم بناءً على داخلنا وأفكارنا، فقد اعتمد على الفلسفة الاغريقية أيضاً.
إن شطب سقراط من التاريخ معناه تهاوي المنهج السقراطي الذي أسست باءً عليه فلسفات وعلوم مختلفة منذ عام 400 ما قبل الميلاد وحتى 2020 ميلادي.
وإن استخدمت منهجيات التشكيك التي استخدمها العلمانيون في المس بالبخاري ومسلم ونقل الحديث النبوي، فيمكنني التشكيك بوجود شخص اسمه سقراط أصلًا.
وذلك بطرح هذه الأسئلة:
- كيف لسقراط الذي لم يكتب مخطوطاً أو كتاباً أن ينقل علمه؟
- كيف يدعي من نقل عن سقراط أن هذا كلام سقراط رغم عدم وجود كتب لسقراط؟
- كيف نتأكد أنه لم يتم تحوير كلام سقراط أو الادعاء عليه بكلام لم يقُله بعد 2500 عام؟
- هل ما تصوره أفلاطون عن سقراط هو ما قاله أفلاطون؟ أي أنه ليس ما قاله سقراط؟
- يعد أفلاطون كتب زينوفون عن سقراط، فهل هي تصورات زينوفون عن أفلاطون عن سقراط؟ أي أن ما عرضوه هو تصوراتهم لكنهم نسبوه لسقراط؟
- كيف سقطت أسماء الفلاسفة والعلماء بعد زينفون لمدة 500 عام تقريباً، ثم عاد فلاسفة بعد 500 عام يتحدثون عن المنهج السقراطي وكأنهم شاهدوا سقراط للتو؟ ثم كيف استمر تناقل فلسفة سقراط 2500 عاماً شمسيةً دون تحريف أو ادعاء؟
- وأخيراً أين خطب الجمعة (محاضراته وعروضه الفكرية) التي لم تدون رغم أن تلاميذ سقراط نقلوا بعض أفكاره التي شكلت منهجه في أذهانهم وأذهاننا لكنهم لم ينقلوا محاضرةً أو خطبةً كاملةً له؟
إن العيش في منهج التشكيك لهو أمر فظيع، فلماذا عندما نتحدث عن الفلسفة لا نمحص، في حين أننا نرى كثيرين من المشككين بالمنقول في الدين؟
والله ما أخشى على هذا الدين العظيم، فقد تعهد الله بحفظه؛ لكني أدعو المشككين ليخشوا الله على أنفسهم، فقد رأينا من عظمته كيف أن أهون مخلوقاته كان سبباً في إغلاق أبواب الأرض في الحياة الدنيا، فاحذروا قبل إغلاق أبواب الآخرة.